ماذا سنخسر لوووو ............؟

صرخ المعلم في وجه تلميذه قائلا: طبعا أنت حمار!! تجمد الولد في مكانه وبدا عليه الاستياء والنفور ولم يستطع أن يفهم السبب الذي جعل منه حمارا، أو يفهم الإجابة الصحيحة التي ظل المعلم يكررها عدة مرات حتى يفهم الـ......
حياة كل منا مليئة بالمواقف والصراعات التي كان يمكن تفاديها بقليل من الحلم والأناة والتفكير.. نعم التفكير.. فلو فكر أحدنا في كلامه قبل أن يغادر شفتيه.. لو فكر قليلا ولو لعدة ثوان فيما يهم أن يقوله لوجده في كثير من الأحيان غير مناسب.
من الملاحظ أن تعاملات معظم الناس تتسم بالحِدة والفظاظة وعدم الاهتمام بمشاعر الآخرين.. ولا أريد أن أقول تقصُّد جرح مشاعر الآخرين: من زوج وزوجة وابن وتلميذ وأب وأم ومرؤوس ومدير... إلخ. ويتساوى في ذلك الكبير والصغير.. حتى أطفالنا يعاملون بعضهم بعضا مستخدمين نفس الألفاظ السيئة التي نتعامل بها ـ نحن الكبار ـ معهم. الأعصاب مشدودة ومتوترة طوال اليوم. الجميع يصرخ ويصيح ولا أحد يستمع. الكل لا يفكر إلا في الضغوط الهائلة الملقاة على عاتقه. الزوج والأب في عمله يتحمل ضغوط العمل والصراعات مع الزملاء والرئيس والإرهاق خارج البيت؛ والأم بين التنظيف والترتيب والأعمال التي لا تنتهي. والنتيجة مشاحنات وصراعات حتى على أتفه الأسباب ولأبسط الأمور.. فإذا فكر الإنسان قبل أن يتكلم.. لو فكر ما إذا كان ما سيتلفظ به من كلمات مناسبة للشخص الآخر أم لا؟ وما الفائدة من قولها؟ وما تأثيرها على الموقف الذي هو بصدده؟ وكيف سيستقبل الآخر كلامه؟ لو وضع هذه الأسئلة نصب عينيه وحاول إجابتها لما أساء لغيره.. ولا استخدم أي لفظ فيه انتقاص أو سباب..ففي الموقف المذكور أعلاه.. أراد المعلم أن ينبه تلميذه أنه أخطأ مع معرفة الجواب الصحيح وذلك لأنه تعجل قليلا في تحديد الإجابة.. فإذا قال المعلم هذا فقط دون تجريح أو صراخ أو سباب لتقبل الولد توجيهاته بيسر وسهولة.كلنا يقابل مثل تلك المواقف ربما أكثر من مرة خلال يومه الطويل المرهق؛ وللأسف معظمنا يتصرف دون أي تفكير..ليكم هذا المثال لأب فظ:"بنت تعرض على والدها رسومات أنهتها توا..."الأب: جميل.. هل رسم أخوك هذه الرسومات؟!البنت: ..................؟!!!الأب: إنها جميلة حقا.. أخوك هذا فنان..!
البنت: أنا.. أنا رسمتها..
الأب: حسنا.. كنت أظن أن أخاك هو من رسمها..
البنت: .................!!!
الأب: (يلتفت إلى التليفزيون في إعراض تام).
لم يظهر الأب في هذا الموقف أي إعجاب أو تشجيع لابنته على رسوماتها.. وإنما ظن أنها لأخيها دون حتى أن يسألها. فلو فكر قليلا لأدرك أنها لن تعرض رسومات ليست لها بكل هذا الحماس. ولو فكر ثانية لقال لها أية كلمة تشجيعية، الشيء الذي كانت تسعى إليه بالفعل.
وفي المقابل ماذا لو كانت كلمات الأب هكذا..ما الذي ستحدثه في نفس هذه الطفلةالأب: جميل.. لمن هذه الرسومات؟البنت: لي أنا.. أنا رسمتها.الأب: ممتاز أنت رسامة حقا.]وهناك الكثير والكثير من المواقف ليس فقط بين الكبار ولكن أيضا بين الصغار: الأخوة والأصدقاء، الأولاد والبنات على السواء.. فلا داعي للتوبيخ المستمر والشتائم التي لا تتوقف والصراخ والردود المبتورة والتأفف والغضب. خاصة إذا لم يكن ثمة مبرر حقيقي لذلك.فكر للحظات في كلمة طيبة تقولها لغيرك أو ترد بها عليه. واجعلها درعا يحميك في نار الجحيم. قال صلى الله عليه وسلم: اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة

ذكرني كلامك بالآية الكريمة: (ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء, تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون* ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار* يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة)
شكراً لك أخي عبد الحكيم
الموضوع رائع

بارك الله بكما , موضوع جميل وحساس بنفس الوقت وجاء التعليق من الأخت يمامة اجمل واحلى

مشكور عبود

شكراً إياد.. ما بتقصر.. بتعرف أنو في كتير شغلات موجودة بالأديان السماوية والله لو منطبقها لنصير أحسن الناس.. بس نحنا عميان بصر وبصيرة.. الله يفتح قلوبنا وعيوننا عالصحيح..